6‏/7‏/2017

كن غانديا فحسب | جيهان مطراني




كن غانديا فحسب .. !
أن تكون غانديا ، أمر ليس بالهين ، فهي تجارب سنين خاضها المهاتما غاندي و أدخلها التاريخ إلى أن تفنى الدنيا و من عليها . فمات و لم تمت تجاربه ، مات و لم تمت أفكاره ، مات لكنه في حقيقة الأمر لم يمت ، لم يمت الغاندي الساكن في الجوف و الأحشاء : الغاندي الذي قال أن في غمرة الموت تستمر الحياة .. في غمرة الكذب تستمر الحقيقة .. في غمرة الضلام يستمر الضوء .. ، أما أنا فأقول أن في غمرة اليأس يستمر الغاندي .
أتتخيل أن غاندي التفكير هو ذلك الشخص الذي يحترم ذاته لجزمه على أن احترامها يفوق كل الاعتبارات ، و أن نقاء الشخصية شرط لا غنى عنه لبناء تربية سليمة . هو من يتخذ المغفرة من شيم الأقوياء ، ويؤمن أن العين بالعين تجعل العالم أعمى ، والانتقام سبيل الضعفاء لأ نه ليس من العقل عض كلب عضك .
فالمرء خطاء و خير الخطائين من اكتشف ما بداخله و حاول فهم شره و تقويمه ،فالحياة حركة ،موجة إن استهنت بها أغرقتك في بحر الحزن و الإحباط ، هي رحلة استكشافية مستمرة يتداول فيها النجاح و الفشل و كل الصفات المتناقضة ، لكن لا يستطيع العيش فيها بوئام إلا غانديو التفكير . هم من تخلوا عن سيوفهم و عوضوها بكؤوس من المحبة ، من اتخذوا ضميرهم محكمتهم الموقرة ، فالبنسبة لهم الحق هو جوهر كل الأخلاق . هم من يؤمنون بالبشرية ، بالانسانية ، لأن هذه الأخيرة هي المحيط و إن عكرتها بعض القطرات فلن يتسبب ذلك في تعكير كل المحيطات .
الحياة هي عيش في الواقع ليس حنين إلى تأويلات الماضي ،و المستقبل مجال للحرية أما الماضي يستفاد منه و لا يحاكم . غانديو التفكير هم من وسط المهانة و الفشل و صخب الحياة يحتفضون بالسلام وذلك راجع لإيمانهم القوي الراسخ . لأن هذا الأخير بالنسبة لهم حياة تغمرها ثقة نيرة واعية بوجود الله . لا يعلوه أي شيء لأن جميع ثروات الروح قد تجسدت فيه و لن يتحقق إلا بالتخلي عن كبرياء الفكر و الإستسلام للمشيئة الإلاهية .
كن أنت ، كن ثوري الأحاسيس ، كن قوي الإيمان ،كن مفتخرا بذاتك ، بأصلك ، بعرقك ، بديانتك ، بكل قناعاتك ، كن أنت التغيير الذي تريده للعالم ، كن .. كن .. كن غانديا فحسب ..

G+

هناك تعليق واحد:

  1. الفكرة لا تموت بموت صاحبها، والفكرة هي الحياة؛ هي المبدأ الذي نستقيه من فكر الذين سبقونا وعمروا قبلنا.. تحياتي صديقتي

    ردحذف